الكاتبة وفاء بن صالح... تكتب | السينما الاماراتية تتشكل

السينما الاماراتية تمضي بخطى ثابتة نحو القمة

ان المتابع للحركة السينمائية في دولة الامارات العربية المتحدة يلمس تقدمها نحو القمة بخطى ثابتة،محملة بحكايات وقصص متنوعة تصورها فصول الافلام المنقوشة ببصمات صناع هذه السينما الذين استلهموا الواقع من حولهم وحولوه الى مشاهد تجعل المتفرج يعيشها في حالة اندماج تمس مكنونه وتستشعر احاسيسه الداخلية التي تترجم امامه عبر لقطات الفيلم،وبالرغم من حداثتها،إلا ان السينما إماراتية تمكنت في الاعوام الاخيرة من تحقيق قفزة هائلة في مجال ليس من السهل خوض المنافسة فيه،وهذه القفزة لم تقتصر فقط على انتاج الافلام في كل سنة وانما كذلك من خلال قاعات العرض التي تم افتتاحها بمستوى عال من الجودة التقنية وآليات المعالجة والمعدات التي تساعد صناع الافلام على عرض افلامهم وتمنح المتابع مجال لممارسة شغفه بالسينما،اضافة للدعم الذي تحظى به هذه الصناعة من الدولة والمهتمين بالشأن الثقافي والفني في الإمارات...

مناخ مشجع وانماط افلام متنوعة

لم تقتصر الحركة السينمائية في الامارات على صنف معين من الافلام وانما خاض صناعها في عدد كبير من انماط الدراما والكوميديا والاكشن وصولا إلى أفلام الخيال العلمي وافلام الرعب،ساعدهم في ذلك المناخ الثقافي المتسع في الامارات والدعم والتشجيع على الابداع من طرف الدولة مما جعل المخرجين الشبان يقبلون على هذه الصناعة يستلهمون من البيئة الاماراتية الشعبية ما يجعل طرحهم الجمالي يتميز بطابع متفرد،اضافة الى استفادتهم من توفر البنية التحية التي يحتاجها صناع السينما من صالات للعرض او من مهرجانات على رأسها مهرجان دبي للسينما الذي اصبح الحدث الابرز في المنطقة والعالم والذي يعمل كل صناع السينما في العالم على التواجد فيها كل سنة،وكما ان الحركة السينمائية الاماراتية قد حققت طفرة كبيرة من ناحية تواجد العنصر النسائي بين المخرجين الشبان،حيث استطاعت المرأة المخرجة الشابة الاماراتية ترك بصمة في هذا المجال في سنوات قليلة مما جعلها تتفوق على نظيراتها في المنطقة،كما تمكنت الافلام السينمائية لهؤلاء المخرجين الشبان من تقديم رؤية لقضايا المجتمع،ورسم احلامهم وتطلعاتهم ،وهم يواصلون طريقهم،سلاحهم في ذلك آمال كبيرة في الوصول الى منصات الأوسكار،خاصة بعد اعلان ضمن مهرجان كان عن تشكيل لجنة خاصة بالامارات لإختيار الافلام التي ستمثلها في منفاسات جائزة الاوسكار ضمن فئة أفضل فلم أجنبي..

تحديات واصرار على التميز

استطاع صناع السينما الإماراتية تجاوز عدد كبير من التحديات ومنها في المقام الأول اشكاليات الدعم والتوزيع،إلا انهم تمكنوا، بإصرار، من انجاز افلامهم معتمدين على مصادر تمويل مختلفة،في مقدمتها صندوق "انجاز" التابع لمهرجان دبي السينمائي،اضافة الى "سند" التابع لشركة إيمج نيشن أبو ظبي،دون ان نغفل القطاع الخاص أيضا،و عبر الفوزبجوائز سينمائية مرموقة، مثل جائزة "أي دبليو سي شافهاوزن" للمخرجين الخليجيين التي تمنح الفائز بها 100 ألف دولار، وجائزة وزارة الداخلية لأفضل سيناريو مجتمعي التي تقدر قيمتها بنحو 100 ألف دولار..وهو ما يجعل النقاد والمتابعين للشأن السينمائي يتفقون على أن صناعة السينما في الامارات استطاعت ان تدخل بقوة الى صالات العرض التجارية وتحقق قفزة نحو القمة تؤهلها للمنافسة في اكبر المهرجانات العالمية..

إقبال جماهيري وسعي نحو العالمية 

ساهم الإقبال الجماهيري على متابعة الأفلام الإماراتية داخل قاعات العرض،الى جانب الدعم المتأتي من الجهات المهتمة بالثقافة والفنون في الإمارات في السنوات الاخيرة في ارتفاع عدد الإماراتيين الشباب المهتمين بصناع السينما والفن السابع، ورغبة أغلبهم في الاتجاه نحو تنفيذ أفلام روائية طويلة تسعى الى منافسة الأفلام العربية والعالمية منافسة قوية،إذا انها افلام تم انتاجها بأفضل التقنيات السينمائية في العالم وبجودة عالية جعل منها افلاما تمضي نحو القمة والتألق في سماء الفن السينمائي الذي تتنافس فيها كبرى الدول ذات التاريخ الكبير في عالم الفن السابع..ويعود هذا التألق الذي تعيشه السينما الإماراتية في الفترة الأخيرة إلى الدعم الكبير من الجهات المعنية بالفن في الدولة خاصة في ظل ما تشهده الساحة السينمائية من اهتمام كبير من الشباب والجمهور الذي اعطى ثقته الكبيرة للفيلم الاماراتي اضافة الى المجهودات الفردية والمؤسساتية التي جعلت هذه الافلام تنجح في المسابقات الرسمية لعدد كبير من المهرجانات المحلية والدولية،دون ان ننسى المواضيع المطروحة عبر هذه الافلام التي تحث على القيم المجتمعية والتفاعل الانساني وتعدد الحكايات والقصص وخوض غمار الانماط المختلفة للفيلم السينمائي من الرعب والاكشن والدراما والتراث،مما جعلها افلام تحقق الصدى الكبير والانتشار الواسع بالدولة او خارجها،بالاضافة إلى التقنيات التي يتم استعملها في هذه الافلام والمعايير الفنية عالية الجودة التي ترسم التراث والثقافة الاماراتية الى جانب ملامسة قضايا المجتمع في اسلوب يشد المتابع ويشبع نهمه لفيلم يحمل بصمة مخرجين شبان آمنوا بقدرتهم على تقديم الأفضل في سعي حثيث نحو القمة..